الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مكارم الأخلاق للخرائطي
قال كعب: إن هذا لفي التوراة.91- حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا، فإن لم تجده فالق أخاك بوجه طلق».92- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد بكرخ سر من رأى، حدثنا يزيد بن مروان، حدثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر المسلمين، أطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين».93- حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو عبيدة الحداد البصري، عن أبي غفار، حدثنا أبو تميمة الهجيمي، عن أبي جري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا تزهدن في معروف، ولو أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك، إني أرى ذلك من المعروف».قال أبو بكر: أنشدني محمد بن علي المصري: 94- حدثنا عبد الله بن أحمد بن الدورقي، حدثنا الحسن بن عمرو الباهلي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أبان بن تغلب، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مرحلة، فقال: ما هذا؟ قال: صدقة قال: «بها سبعمائة ناقة».95- وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله».96- حدثنا الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش (ح) وحدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدال على الخير كفاعله».97- حدثنا نصر بن داود الصاغاني، حدثنا محمد بن عمر المعيطي، حدثنا بقية بن الوليد، حدثني المتوكل بن يحيى الطائي، عن حميد بن العلاء، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح) وحدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، حدثنا بقية بن الوليد، عن متوكل القنسريني، عن محمد بن العلاء، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قضى لأخيه المسلم حاجة كان بمنزلة من خدم الله تعالى عمره».98- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة».99- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية الضرير، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة».100- حدثنا أحمد بن محمد بن غالب البصري، حدثنا عمرو بن محمد العثماني (ح) وحدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا عبد الله بن نافع، جميعا قالا: عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته.101- حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا الحارث بن محمد الضرير، حدثنا أبو كدينة، عن عمر بن زائدة، قال: كنت إذا رأيت سعيد بن جبير كأنه راهب يطوف في عجائز الحي: لكن حاجة أشتريها؟ لكن كذا؟.102- حدثنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الطباع، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك، قال: إن كانت الأمة لتأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم، فتذهب به حيث شاءت من المدينة في حاجتها، فما تدعه حتى تفرغ.103- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سحامة بن عبد الله الهزاني، قال: قدم علينا أنس بن مالك، فحدثنا أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حاجة وفقرا، فأقيمت الصلاة، فتعلق به الرجل، فقام معه حتى قضى حاجته.104- حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، قال: سمعت يحيى بن عقيل، قال: سمعت ابن أبي أوفى، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستنكف أن يمشي مع الضعيف والأرملة، فيفرغ لهم من حاجاتهم.105- حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، حدثني أبي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان مسلما كان الله في عون ذلك المعين».106- حدثنا الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة».107- حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن جده أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «على كل مسلم في كل يوم صدقة، فإن لم تكن صدقة، فعمل بيده ينفع نفسه ويتصدق». قيل: فإن لم يستطع؟ قال: «يأمر بالمعروف أو بالخير». قيل: فإن لم يستطع؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف». قيل: فإن لم يقدر؟ قال: «يمسك عن الشر، فإن له صدقة».108- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا أصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، عن يونس، أخبرني ابن شهاب، قال يونس: حدثت عن محمود بن ربيع، أن سراقة بن جشم، قال: يا رسول الله، إن الضالة ترد على حوضي، فهل لي فيها أجر إن سقيتها؟ قال: «اسقها، فإن في كل ذات كبد حرى أجر».أنشدني محمد بن طاهر الرافقي: 109- حدثنا أبو قلابة البصري، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه منبسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي».110- حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن الوراق، حدثنا قرة بن حبيب القنوي، أنبأنا محمد بن طلحة بن مصرف، وشعبة، جميعا عن طلحة بن مصرف، قال: سمعت عبد الرحمن بن عوسجة، يحدث عن البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من منح منحة ورق، أو منحة لبن، أو هدى زقاقا كان له كعدل نسمة».حدثنا علي بن حرب، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.111- حدثنا علي بن حرب، حدثنا أبو معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، قالا: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي المراوح، عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: «إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله». قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: «أنفسها عند أهلها، وأغلاها ثمنا»، قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا، أو تصنع لأخرق». قلت: فإن ضعفت عن ذلك؟ قال: «تدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك». حدثنا عمر بن شبة، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام بن عروة، حدثني أبي أن أبا مراوح الغفاري، أخبر أن أبا ذر أخبره أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله». قال: فأي الرقاب أفضل؟ قال: «أغلاها ثمنا». ثم ذكر مثل ذلك.112- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن شق تمرة فكلمة طيبة».113- حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا أبو عمر الحوضي، حدثنا الأزرق بن عياض، حدثني مروح بن سبرة الكعبي، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقلت: ما حق إبل مائة؟ فقال: أنبأني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «أن خير إبل ثلاثة: زكى أهلها ببعير، واستنفقوا بعيرا، وأعطوا السائل بعيرا أدوا حقها تسألني عن حق مائة، فوالله إن لنا جملا نستقي عليه، ويستقي عليه جيراننا، وإني لأرى أن فيه حقا ما أؤديه، فاتق الله ربك، وأد زكاتها، وأطرق فحلها، وامنح عزيزتها، وافقد شديدتها، واتق ربك».114- حدثنا علي بن حرب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدثنا سليمان بن بشر، عن قيس بن رومي، عن سليم بن أدنان، قال: سمعت علقمة، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيما رجل أقرض رجلا مسلما مرتين كان كصدقة مرة».115- حدثنا عمر بن شبة النميري، حدثنا يحيى بن بسطام، حدثني أبو معشر البراء، عن أبي معاذ، عن أبي حريز، أن إبراهيم، حدثه أن الأسود حدثه، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقرض قرضين كان له كأحدهما لو تصدق به».116- حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي، حدثنا عبد المنعم بن إدريس، حدثني أبي، عن البختري بن هلال، قال: دخل أسماء بن خارجة على عبد الملك بن مروان، فقال له عبد الملك: قد بلغني عنك خصال كريمة شريفة، فأخبرني عنها قال: يا أمير المؤمنين، هي من غيري أحسن قال: إني أحب أن أسمعها منك، فأخبرني بها قال: يا أمير المؤمنين، ما أتاني رجل قط في حاجة صغرت أو كبرت فقضيتها، إلا رأيت أن قضاءها ليس يعوض من بذل وجهه إلي، ولا جلس إلي رجل قط إلا رأيت له الفضل علي حتى يقوم من عندي، ولا جلست مع قوم قط فبسطت رجلي إعظاما لهم وإجلالا حتى أقوم عنهم قال له عبد الملك: حق لك أن تكون شريفا سيدا.117- حدثنا أبو محمد الترقفي، حدثنا أبو يزيد الفيض بن إسحاق، قال: قال الفضيل بن عياض: ترى أنك إذا قضيت حاجة أنك قد صنعت إليه معروفا؟ هو الذي صنع إليك معروفا حتى خصك بها.118- حدثنا الترقفي، حدثنا الفيض بن إسحاق، عن الفضيل بن عياض، قال: ذكروا أن رجلا أتى رجلا في حاجة له فقال: خصصتني بحاجتك، جزاك الله خيرا وشكر له.119- حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، حدثنا روح بن عبادة، أنبأنا ابن جريج، حدثنا عمرو بن دينار، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إذا أعطيتم فأغنوا.120- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا همام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن كعب، قال: يؤتى بالرئيس في الخير يوم القيامة، فيقال له: أجب ربك جل وعز، فينطلق به إلى ربه لا يحتجب عنه، فيؤمر به إلى الجنة، فيرى منزلته، ومنزلة أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير، ويعينونه عليه، فيقال له: هذه منزلة فلان، وهذه منزلة فلان، فيرى ما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة، ويرى منزله أفضل من منازلهم، ويكسى حلة من ثياب الجنة، ويوضع على رأسه تاج، ويعلقه من ريح الجنة، ويشرق وجهه حتى يكون مثل القمر أحسبه قال: في ليلة البدر قال: فيخرج، فلا يراه أهل ملأ إلا قالوا: اللهم اجعله منهم حتى يأتي أصحابه الذين كانوا يجامعونه على الخير ويعينونه، فيقول: أبشر يا فلان، فإن الله جل وعز أعد لك في الجنة كذا وكذا، وأبشر يا فلان، فإن الله عز وجل أعد لك في الجنة كذا وكذا، فلا يزال يبشرهم بما أعد الله لهم في الجنة من الكرامة حتى يعلو وجوههم من البياض مثل ما علا وجهه، فيعرفهم الناس ببياض وجوههم، فيقولون: هؤلاء أهل الجنة.121- حدثنا عمر بن شبة، حدثنا عامر بن مدرك المازني، حدثنا عتبة بن اليقظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أحسن من محسن كافر أو مسلم إلا أثابه الله به في عاجل الدنيا، أو ادخر له في الآخرة». قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر في الدنيا؟ قال: «إن كان قد وصل رحما، أو تصدق صدقة، أو عمل حسنة أثابه الله في إثابته في الآخرة عذابا دون العذاب»، ثم تلا هذه الآية: {أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}.122- حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، عن سفيان بن حسين، قال: كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز، فأملى على الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل».قال أبو بكر: سمعت أبا العباس المبرد، ينشد: 123- قال أبو بكر: وسمعت محمد بن يزيد المبرد، يقول: سأل رجل أسد بن عبد الله، فاعتل عليه، فقال له السائل: والله لقد سألتك من غير حاجة قال: فما الذي حملك على هذا؟ قال: رأيتك تحب من لك عنده حسن بلاء، وأردت أن أتعلق منك بحبل مودة فوصله وأكرمه.124- قال: وسمعت المبرد، يقول: قال سعيد بن المسيب: لا خير في مال رجل لا يصلح به عرضه، ويصل به رحمه، ويستغني به عن الآثام.125- حدثنا عمران بن موسى، أو غيره قال: أهدر المهدي دم رجل من أهل الكوفة كان يسعى في فساد الدولة، وبذل لمن دل عليه مائة ألف درهم، فاستخفى الرجل حينا، ثم خرج إلى مدينة السلام، فكان كالمستخفي، فإنه لفي بعض طرقات المدينة، إذ بصر به رجل قد كان عرف حاله، فأهوى إلى مجامع ثوبه، وصاح: هذا فلان، طلبة أمير المؤمنين فبينما الرجل على تلك الحال، إذ سمع وقع حوافر الدواب، فالتفت، فإذا هو بموكب كثير الغاشية، فقال: من هذا؟ فقالوا: معن بن زائدة قال: وما يكنى؟ قالوا: يكنى بأبي الوليد فلما حاذاه قال: يا أبا الوليد، خائف فأجره، وميت فأحيه فوقف معن في موكبه، وسأل عن حاله، فقال صاحبه: هذا طلبه أمير المؤمنين، قد جعل لمن جاء به مائة ألف درهم قال: فأعلم أمير المؤمنين أني قد أجرته وقال لبعض غلمانه: انزل عن دابتك، وأركب أخانا فركب، وانطلق به إلى منزله، ومضى الرجل إلى باب المهدي، فإذا سلام الأبرش يريد الدخول إليه، فقص عليه القصة، فدخل سلام على المهدي، فأخبره، فقال: يحضره معن فجاءته الرسل، فركب، وأوصى به حاشيته ومن ببابه من مواليه، وقال: لا يخلص إليه وفيكم عين تطرف، فإن رامه أحد فموتوا دونه ودخل معن على المهدي، فسلم، فلم يرد عليه، وقال: يا معن، وتجير علي أيضا؟ قال: نعم قال: ونعم أيضا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قتلت في طاعتكم وعن دولتكم أربعة آلاف مصل في يوم واحد، ولا يجار لي رجل واحد استجار بي؟ فأطرق المهدي طويلا، ثم رفع رأسه، وقال: قد أجرنا من أجرت قال: يا أمير المؤمنين، إن الرجل ضعيف الحال قال: قد أمرنا له بثلاثين ألف درهم قال: إن جنايته عظيمة، وصلات الخلفاء على حسب جنايات الرعية قال: قد أمرنا له بمائة ألف درهم قال: أهنأ المعروف أعجله قال: يتقدمه ما أمرنا له به فانصرف معن، وقد سبقه المال، فأحضر الرجل، وقال له: ادع لأمير المؤمنين؛ فقد حقن دمك، وأجزل صلتك، وأصلح نيتك فيما يستقبل.126- حدثنا أبو جعفر الفلاس، ببغداد في دار بانوجة، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا يونس، حدثنا عبيدة الهجيمي، عن جابر بن سليم الهجيمي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو محتب شملة، قد وقع هدبها على قدميه، فقلت: أيكم محمد رسول الله؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فقلت: يا رسول الله، إني من أهل البادية، وفي جفاؤهم، فأوصني، فقال: «لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تفرغ من دلوك في إنائه، ولو أن تكلم أخاك ووجهك عليه منبسط».127- قال أبو بكر: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول: يروى عن الوليد بن مسلم، قال: سمعت مرزوق بن أبي الهذيل، يقول: قال علي بن عبد الله بن عباس: إن اصطناع المعروف قربة إلى الله، وحظ في قلوب العباد، وشكر باق.128- وسمعته يقول: سمعت بعض الأعراب يقول لابنه: يا بني، المسيء ميت، وإن كان في دار الدنيا، والمحسن حي، وإن نقل إلى الآخرة.129- حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: قيل للقمان: أي الناس خير؟ قال: الغني قيل: الغني من المال؟ قال: لا، ولكن الغني الذي إذا التمس عنده خير وجد.130- حدثني أخي أحمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن العباس الكاتب، حدثنا أبو حمزة الأنصاري، قال: بلغني عن مسعر بن كدام، قال: كنت أمشي مع سفيان الثوري، فسأله رجل، فلم يكن معه ما يعطيه، فبكى، فقال له: ما يبكيك؟ قال: وأي مصيبة أعظم من أن يؤمل فيك رجل خيرا، فلا يصيبه عندك؟131- حدثنا حبيش بن سعد الواسطي، قال: سمعت أبا الحسن المدائني، يقول: قال لقمان لابنه: يا بني، افعل الخير، ولا تأت الشر، فخير من الخير من يفعله، وشر من الشر من يفعله.
|